الخميس، 13 ديسمبر 2012

عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي

عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، ابن عم النبي محمد. صلى الله عليه واله اجمعين

نسبه

هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمه هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مد

ركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وكان أسن بني أبي طالب بعد طالب الذي مات لا ذرية له وكان أسن من عقيل بعشر سنين وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين وكان جعفر أسن من علي بعشر سنين وكان علامة بالنسب وأيام العرب.

حاله في الجاهلية

عن ابن عباس قال: كان في قريش أربعة يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم يعني في علم النسب: عقيل بن أبي طالب الهاشمي القرشي ومخرمة بن نوفل الزهري القرشي وأبو جهم بن حذيفة العدوي القرشي وحويطب بن عبد العزى العامري القرشي.

قال: حدثنا عبيد بن أوس مقرن من بني ظفر قال لما كان يوم بدر أسرت العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وحليفا للعباس فهريا فقرنت العباس وعقيلا فلما نظر إليهما رسول الله سماني مقرنا وقال "أعانك عليهما ملك كريم".

قالوا وكان عقيل بن أبي طالب فيمن أخرج من بني هاشم كرها مع المشركين إلى بدر فشهدها وأسر يومئذ وكان لا مال له ففداه العباس بن عبد المطلب

أولاده وأزواجه

كان لعقيل (رضي الله عنه) دار واسـعة في البقيع وقد رزق 15 ولداً و 5 بنات لأمهات شتى . من ذريته:

يزيد بن عقيل وبه كان يكنى وأمه هي بنت عمرو بن يزيد بن مدلج العامرية الهوازنية.
سعيد بن عقيل وأمه هي بنت عمرو بن يزيد بن مدلج العامرية الهوازنية.
القاسم.
زين العابدين.
جعفر الأكبر.
الفضل ويكنى بأبو سعيد وقد استشهد ابنه محمد بكربلاء في وقعة الحسين عام 61هـ.
عبد الله بن عقيل الشهيد بكربلاء في وقعة الحسين عام 61هـ.
عبد الرحمن بن عقيل الشهيد بكربلاء في وقعة الحسين عام 61هـ.
عبد الله الأصغر و العبادلة خليلة أم ولد.
علي الشهيد بحرب بهنسا ولا بقية له وأمه أم ولد.
جعفر الأصغر.
حمزة.
عثمان.
محمد.
رملة وأمها أم ولد.
أم هانئ.
أسماء.
فاطمة.
أم القاسم.
زينب.
أم النعمان.
مسلم بن عقيل وزوجته رقية بنت علي بن أبي طالب وأمه أم ولد وهو الذي بعثه الحسين بن علي بن أبي طالب من مكة عام 60 هـ يبايع له الناس فنزل بالكوفة على هانئ بن عروة المرادي فأخذ عبيد الله بن زياد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة فقتلهما جميعا وصلبهما فلذلك قول الشاعر:

كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلى هانئ في السوق وابن عقيل
ترى جسدا قد غير الموت لونه ونضح دم قد سأل كل مسيل

وقد انقطع نسل عقيل بن أبي طالب الا من ابنه محمد بن عقيل ومن العوائل العقيلية الموجودة في عصرنا الحالي آل العقيلي وآل الزيلعي وآل زمو وآل المدني و آل دارود وآل السقا وآل مكي وآل الترك وآل النويري.

إسلامه

كان يبلغ من العمر عندما أسلم اثنين وخمسين سنة، حيث أنه ولد قبل الهجرة بأربع وأربعين سنة، وأسلم سنة ثمان من الهجرة بعد الحديبية.

وعن ابن عباس: في قول الله عز وجل في سورة الأنفال: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " نزلت في الأسارى يوم بدر ومنهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب.

وقال عقيل للنبي : من قتلت من أشرافهن أثخن فيهم! فقال: قتل أبو جهل فقال: " الآن صفا لك الوادي ".

وقال له عقيل: إنه لم يبق من أهل بيتك أحد إلا وقد أسلم قال: " فقل لهم فليلحقوا بي فلما أتاهم عقيل بهذه المقالة خرجوا, وذكر أن العباس ونوفلا وعقيلا رجعوا إلى مكة أمروا بذلك ليقيموا ما كانوا يقيمون من أمر السقاية والرفادة يعني والرياسة وذلك بعد موت أبي لهب وكانت السقاية والرفادة والرياسة في الجاهلية في بني هاشم ثم هاجروا بعد إلى المدينة المنورة فقدموها بأهاليهم وأولادهم.

وكان عقيل فيمن أخرج من بني هاشم كرها مع المشركين إلى غزوة بدر فشهدها وأسر يومئذ وكان لا مال له ففداه العباس بن عبد المطلب ورجع عقيل إلى مكة فلم يزل بها حتى خرج إلى رسول الله مهاجرا في أول سنة ثمان وعقيل بن أبي طالب ممن أسلم وحسن إسلامه أسلم عام الحديبية وكان إسلامه قبل يوم مؤتة فيما ذكر بعض أهل العلم.

فضله ومناقبه

كان عالماً بالأنساب، ومن أنسب قريش وأعلمهم بأيامها، وكانت له سجادة تطرح له في المسجد النبوي يصلي عليها، ثم يجتمع إليه الناس يسألونه في علم النسب وأيام العرب، وكان أسرع الناس جواباً، وأحضرهم مراجعة في القول، وأبلغهم في ذلك، وكان مبغّضاً في قريش لأنه يعد مساويهم، فقالوا فيه بالباطل، واختلقوا عليه أحاديث مزوّرة، وكان مما أعانهم على ذلك مغاضبته لأخيه الإمام علي وخروجه إلى معاوية بن أبي سفيان في الشام، ويروى أن معاوية قال يوماً في حضرته: هذا لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه، فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي، وقد آثرت دنياي وأسأل الله خاتمة الخير.

عن أبي إسحاق أن رسول الله قال لعقيل بن أبي طالب "يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك"

وعن علي أن النبي قال: " أعطي لكل نبي سبعة رفقاء نجباء وأعطيت أنا أربعة عشر " فذكر منهم عقيلا.

أهم ملامح شخصيته

الثبات

عن حسين بن علي قال كان ممن ثبت مع النبي يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد.

الورع والزهد

عن زيد بن أسلم أن عقيل بن أبي طالب دخل على امرأته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وسيفه متلطخ بالدماء فقالت: قد عرفت أنك قاتلت فما أصبت من غنائم المشركين؟ فقال: دونك هذه الإبرة فخيطي بها ثيابك ودفعها إليها فسمع منادي النبي يقول: من أصاب شيئا فليرده وإن كان إبرة فرجع عقيل إلى امرأته فقال: ما أرى إبرتك إلا قد ذهبت عنك فأخذ عقيل الإبرة فألقاها في الغنائم.

قرآن نزل في شأنه

وعن ابن عباس: في قول الله عز وجل سورة الأنفال: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " نزلت في الأسارى يوم بدر ومنهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب.

بعض المواقف من حياته مع الرسول

روى أن رسول الله أتى بسبعين أسيرا فيهم العباس وعقيل بن أبي طالب فاستشار فيهم فقال أبو بكر قومك وأهلك استبقهم لعل الله يتوب عليهم وخذ منهم فدية تقوى أصحابك وقال عمر اضرب أعناقهم فإنهم أئمة الكفر والله أغناك عن الفداء مكن عليا من عقيل وحمزة من العباس ومكني من فلان نسيب له فلنضرب أعناقهم فقال إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللين وإن الله ليشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا عمر مثل نوح قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديار فخير أصحابه فأخذوا الفداء فنزلت فدخل عمر على رسول الله فإذا هو وأبو بكر يبكيان فقال يا رسول الله أخبرني فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت فقال أبكي على أصحابك في أخذهم الفداء ولقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة منه.

وعن جابر بن عبد الله قال: بارز عقيل بن أبي طالب رجلا يوم مؤتة فقتله فنفله رسول الله خاتمه وسلبه رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات.

عن حسين بن علي قال كان ممن ثبت مع النبي يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد

عن ابن عقيل عن أبيه عن جده عقيل بن أبي طالب قال نازعت عليا وجعفر بن أبي طالب في شيء فقلت والله ما أنتما بأحب إلى رسول الله () مني إن قرابتنا لواحدة وإن أبانا لواحد وإنا أمنا لواحدة فقال رسول الله () أنا أحب أسامة بن زيد قلت إني ليس عن أسامة أسألك إنما أسألك عن نفسي فقال يا عقيل "والله إني لأحبك لخصلتين لقرابتك ولحب أبي طالب إياك وكان أحبهم إلى أبي طالب وأما أنت يا جعفر فإن خلقك يشبه خلقي وأنت يا علي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير إنه لا نبي بعدي".

بعض المواقف من حياته مع الصحابة

قال حميد بن هلال: أتى عقيل عليا فقال: يا أمير المؤمنين إني محتاج وإني فقير فأعطني قال: اصبر حتى يخرج عطائي مع المسلمين فأعطيك معهم فألح عليه فقال لرجل: خذ بيده فانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقل: دق هذه الأقفال وخذ ما في هذه الحوانيت

قال: يريد علي أن يتخذني سارقا فرجع إليه فقال: يا أمير المؤمنين: أردت أن تتخذني سارق! قال: أنت والله أردت أن تتخذني سارقا أن آخذ أموال الناس فأعطيكها دونهم قال: لآتين معاوية قال ؛ أنت وذاك فأتى معاوية فسأله فأعطاه مئة ألف ثم قال: اصعد المنبر فاذكر ما أولاك علي من نفسه وما أوليتك من نفسي

قال: فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني أخبركم أني أردت عليا على دينه فاختار دينه وإني أردت معاوية على دينه فاختارني على دينه. فقال معاوية: هذا الذي تزعم قريش أنه أحمق وأنها أعقل منه! وقيل: إن عقيلا لما أتى معاوية قال له: كيف أنت أبا يزيد؟ كيف تركت عليا وأصحابه؟ قال: كأنهم أصحاب رسول الله يوم بدر إلا أني لم أر رسول الله فيهم وكأنك وأصحابك أبو سفيان يوم أحد إلا أني لم أر أبا سفيان معكم فكره معاوية أن يراجعه فيأتي بأشد مما جاء به

فلما كان الغد قعد معاوية على سريره وأمر بكرسي يوضع إلى جنب السرير ثم أذن للناس فدخلوا وأجلس الضحاك بن قيس معه ثم أذن لعقيل فدخل عليه فقال: يا معاوية من هذا معك؟ قال: هذا الضحاك بن قيس. فقال: الحمد لله الذي رفع الخسيسة وتمم النقيصة هذا الذي كان أبوه يخصي بهمنا بالأبطح لقد كان بخصائها رفيق. فقال الضحاك: إني لعالم بمحاسن قريش وإن عقيلا لعالم بمساوئه. ثم قال: ومن هذا الشيخ؟ فقال: أبو موسى الأشعري قال: ابن المراقة لقد كانت أمه طيبة المرق فقال له معاوية: أبا يزيد: على رسلك فقد علمنا مقصدك ومرادك. فأمر له بخمسين ألف درهم وقال له: كيف رأيتني من أخيك؟ قال: أخي خير لنفسه منك وأنت خير لي منك لنفسك فأخذها ورجع إلى أخيه فقال: اخترت الدنيا على الآخرة.

وقيل: إن عقيلا لما أتى عليا ومنعه قال له: أكتب لك إلى مالي بالينبع فتعطى؟ فقال عقيل: لأذهبن إلى رجل يعطيني. فأتى معاوية فقال: مرحبا بأبي يزيد هذا أخو علي وعمه أبو لهب. فقال له عقيل: هذا معاوية وعمته حمالة الحطب...

و أخرج ابن عساكر عن المقدام قال: استب عقيل بن أبي طالب وأبو بكر قال: وكان أبو بكر نسابا غير أنه تحرج من قرابته من النبي فأعرض عنه وشكا إلى النبي فقام رسول الله في الناس فقال: ألا تدعون لي صاحبي؟ ما شأنكم وشأنه؟ فو الله ما منكم رجل إلا على باب بيته ظلمة إلا باب أبي بكر فإن على بابه النور فو الله لقد قلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدقت وأمسكتم الأموال وجاد لي بماله وخذلتموني وواساني واتبعني

شهد عبد الله بن عباس مع علي ما الجمل وصفين والنهروان وشهد معه الحسن والحسين ومحمد بنوه وعبد الله وقثم ابنا العباس ومحمد وعبد الله وعون بنو جعفر بن أبي طالب. والمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب

بعض الأحاديث التي نقلها عن النبي

عن عقيل بن أبي طالب قال: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالو: يا أبا طالب إن ابن أخيك يأتينا في أفنيتنا وفي نادينا فيسمعنا ما يؤذينا به فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل. فقال لي: يا عقيل التمس لي ابن عمك فأخرجته من كبس - بيت صغير - من أكباس أبي طالب فأقبل يمشي معي يطلب الفيء يمشي فيه فلا يقدر عليه حتى انتهى إلى أبي طالب فقال له أبو طالب: يا ابن أخي والله ما علمت إن كنت لي لمطاعا وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فإن رأيت أن تكف عنهم. فحلق ببصره إلى السماء فقال: : والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قط ارجعوا راشدين

وعن الحسن عن عقيل بن أبي طالب أنه تزوج فقيل له بالرفاء والبنين قال لا تقولوا هكذا ولكن قولوا كما قال رسول الله على الخير والبركة بارك الله لك وبارك عليك.

عن عقيل بن مسلم عن عقيل بن أبي طالب أن النبي قال لعمر بن الخطاب إن غضبك عز ورضاك حكم.

عن عقيل بن أبي طالب: أن رسول الله قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "

روى عن رسول الله حديثا في الوضوء بالمد والطهور بالصاع..

وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عقيل بن أبي طالب أن النبي لما أتاه الستة النفر من الأنصار جلس إليهم عند جمرة العقبة فدعاهم إلى الله وإلى عبادته والمؤازرة على دينه فسألوه أن يعرض عليهم ما أوحي إليه فقرأ من سورة إبراهيم { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } إلى آخر السورة فرق القوم واخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا وأجابوه.

ومن مسند عقيل بن أبي طالب عن أبي إسحاق السبيعي عن الشعبي وعن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمر عن عقيل بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن الزهري أن العباس ابن عبد المطلب مر بالنبي وهو يكلم النقباء ويكلمونه فعرف صوت فنزل وعقل راحلته ثم قال: لهم يا معشر الأوس والخزرج هذا ابن أخي وهو أحب الناس إلي فإن كنتم صدقتموه وآمنتم به وأردتم إخراجه معكم فإني أريد أن آخذ عليكم موثقا تطمئن به نفسي ولا تخذلوه ولا تغروه فإن جيرانكم اليهود وهم لكم (في المنتخب - له) عدو ولا آمن مكرهم عليه فقال: أسعد بن زرارة وشق عليه قول العباس حين اتهم عليه أسعد وأصحابه يا رسول الله ايذن لي (كذا وفي المنتخب لن.) فلنجبه غير مخشنين (اخشن صدره تخشين: أوغره أي أهماه من الغيظ - انتهى. مختار.) لصدرك ولا متعرضين لشيء مما تكره إلا تصديقا لإجابتنا إياك وإيمانا بك.

فقال رسول الله : أجيبوه غير متهمين فقال أسعد بن زرارة وأقبل على النبي فقال: يا رسول الله إن لكل دعوة سبيلا إن لين وإن شدة وقد دعوتنا اليوم إلى دعوة متجهمة للناس متوعرة عليهم دعوتنا إلى ترك ديننا واتباعك إلى دينك وتلك مرتبة (ن - رتبة) صعبة فأجبناك إلى ذلك ودعوتنا إلى قطع ما بيننا وبين الناس من الجوار والأرحام والقريب والبعيد وتلك رتبة صعبة فأجبناك إلى ذلك ودعوتنا ونحن جماعة في عز (في المنتخب دار عز.) ومنعة لا يطمع فينا أحد أن يرأس علينا رجل من غيرنا قد أفرده قومه وأسلمه أعمامه وتلك رتبة صعبة فأجبناك إلى ذلك وكل هؤلاء الرتب مكروهة عند الناس إلا من عزم الله على رشده والتمس الخير في عواقبها وقد أجبناك إلى ذلك بألسنتنا وصدورنا إيمانا بما جئت به وتصديقا بمعرفة ثبتت في قلوبنا نبايعك على ذلك ونبايع الله ربنا وربك يد الله فوق أيدينا ودماؤنا دون دمك وأيدينا دون يدك نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأبناءنا ونساءنا فإن نف بذلك فبالله نفي ونحن به أسعد وإن نغدر فبالله نغدر ونحن به أشقى هذا الصدق منا يا رسول الله والله المستعان ثم أقبل على العباس بن عبد المطلب بوجهه وأما أنت أيها المعترض لنا القول دون النبي فالله أعلم بما أردت بذلك ذكرت أنه ابن أخيك وأنه أحب الناس إليك فنحن قد قطعنا القريب والبعيد وذا الرحم ونشهد أنه رسول الله أرسله من عنده ليس بكذاب وإن ما جاء به لا يشبه كلام البشر وأما ما ذكرت أنك لا تطمئن إلينا في أمره حتى تأخذ مواثيقنا فهذه خصلة لا نردها على أحد لرسول الله فخذ ما شئت ثم التفت إلى النبي فقال: يا رسول الله خذ لنفسك ما شئت واشترط لربك ما شئت فقال النبي : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم ونساءكم وقالوا فذلك لك يا رسول الله(أبو نعيم)

وفاته

مات عقيل بن أبي طالب بعد أن كف بصره في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 49 من الهجرة وحدث إبراهيم بن موسى أن هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عبد الله بن عبد الله بن يار قال كنت عند عبد الله بن عمر بالمدينة فجاءه عباس بن سهل الأنصاري فقال إن عقيل بن أبي طالب وُضع بباب المسجد فصلى عليه وابن الزبير حينئذ بمكة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق